«"الهبيط" الديري الأصلي،


يجب أن يكون دسما مكونا من اللحم التمر المضاف له البصل والبهارات الخاصة والعصفر فهو شيء أساسي بها، ولاتختلف نساء "ديرالزور" في طريقة إعداده، ولكن من أصول إعداده أن يكون اللحم بعظمه ويطبخ في قدور كبيرة ويكون لحمه كثيراً ومطبوخاً بشكل جيد ويمزج مرقه بالعصفر شريطة أن يكون مرقه قليلا وسميكاً».


هذا ماقالته السيدة "سها القاسم" عندما التقاها eDeir-alzor بتاريخ 2/3/2009 داخل بيتها وفي مطبخها الذي يروي حكايات الجدات الفراتيات بتاريخهم الجميل:

«إن الهبيط يقدم في جميع مناسبات الأفراح سواء كانت في أفراح الأعراس فهو يقدم كفطور للعروس، كما يقدم في الولائم والحفلات ومأدبات الشرف، وقد كانت الجارات سابقا تتسارع وتتسابق على عمله، يتساعدن فيما بينهم بكل صغيرة وكبيرة وخاصة إذا أصابت إحداهن مناسبة، أما الآن وبانشغال المرأة بالعمل وعصر السرعة والتكنولوجيا أصبح لقاء الجارات صعبا إن لم يكن معدوماً، بالرغم من المحبة والألفة التي كانت تجمعهم أثناء إعداد الهبيط أو غيره من المأكولات الشهيرة».

«الهبيط الديري اشتهر منذ القدم، حيث كان الناس في الماضي يكثرون
من استعمال اللحم والسمن العربي، و كانت النساء تصنعه وتتنافس في مهارتهم به، و لا يكاد يخلو بيت ديري من وجود القدور الكبيرة لعمل الهبيط والثريد والسليقة وغيرها من الأكلات " الديرية" الطيبة».

وتتابع السيدة "سها": «مازلت جداتنا ونساء الدير يقدرن الهبيط كأكلة ديرية مرموقة ولا يمكن الاستغناء عنها، وهي تحتاج لخبرة في كيفية التعامل مع التمر، فيجب أن يكون التمر ناشفا وليس رطبا ليبقى في صحته أثناء عملية الطبخ ولتهيئة اللحم لسلقه وفق درجة حرارة معتدلة وكذلك تحتاج إلى نفس طيبة، فأنا أهتم بطريقة سلق اللحم ودرجة نضجه وتجانسه مع كمية الماء والملح والعصفر، ولنوعية التمر دور أساسي في ذلك».