د."أسامة الحامد": التهاب الكبد من أكثر الأمراض انتشاراً في "البوكمال"
منذ سنواتٍ عديدة انتشر مرض التهاب
الكبد في المناطق النامية صحياً بشكلٍ ملحوظ؛ فتضاربت الآراء
والأفكار حول ماهية هذا المرض وأعراضه وإمكانية
الشفاء منهُ،
وبعد دراساتٍ عدة تبين أن هذا المرض له أنواعٌ وأعراضٌ عديدة
لا يمكن كشفها إلا بإجراء تحاليل محددة.
ولمعرفة الكثير عن هذا المرض فقد التقى مراسلُ
eSyria بالدكتور "أسامة الحامد" أحد أبرز مؤسسي "الجمعية السورية
لأمراض الكبد" ليوضح بعض الأمور عن هذا المرض، فتحدث قائلاً: «"الكبد
" هو من أهم الأعضاء الموجودة في الجسم ووظيفتهُ تكمن في تخلص
الجسم من السموم واستقلاب الأدوية، وبدوره يتعرض لأمراضٍ
كثيرة منها نقصٌ في "الأنزيمات" التي ترافق الإنسان منذ الولادة وحتى
سن متقدم؛ فتظهرُ أكثرها بشكل "يرقان" واصفرار فمنها الوراثي
ومنها المكتسب
ويتعرضُ لالتهاباتٍ فيروسية، جرثومية ومناعية؛
وما يهمُّنا أكثر هي الالتهابات الفيروسية.
تنقسم هذه الالتهابات إلى ثلاث إصابات فيروسية شائعة هي
(A,B,C) فأما النوع الأول (A) فيصيب الأطفال ولا يترك إصابة مزمنة
بل يشفى تلقائياً عن طريق الحمية والراحة
ويحمل خطورة حدوث "التهاب كبد" صاعق بنسبة ضئيلة. وأما النوع الثاني (B)
فيظهرُ على شكل حرارة ويرقان وحكة أحياناً بشكلٍ حاد،
تُشفى أكثر من 90%
من هذه الحالات ويبقى القليل
منها بشكل التهاب كبد مزمن؛ وقد يتعرض الطفل للإصابة
منذ الولادة وقد يتفعّل أحياناً فقسمٌ منها يشفى
وآخر يتطوّر إلى التهاب كبد مزمن أيضاً. أما النوع الأخير
(C) وهو الأكثر شيوعاً من بين الأنواع الثلاثة والأهم في
منطقة "البوكمال" لكثرة الحالات
المكتشفة وما يشكلهُ من عبءٍ على المواطن
والمجتمع، فكثيرٌ من هذه الحالات تُكشفُ
صدفة في سياق تحاليل روتينية لأعراضٍ غير كبدية».
وأضاف "الحامد" قائلاً: «هناك أعراض كبدية كـ"الوهن
" و"الآلام العضلية" و"آلام المفاصل" وكثيرٌ من هذه
الأعراض
كانت تعالج
على أساس "إصابة رئوية"
لكن
بالاستقصاء
الدقيق تبين أن الأساس هو "التهاب الكبد C" كما أن هناك حالاتٌ كثيرة
لا تُكتشف إلى أن تصل إلى مرحلة "التشمّع"
وهذه الأخيرة تحتاجُ إلى /25-35/ سنة للوصول إليها. أما طرق انتقال
هذا المرض ففي الدول الغربية يمكن تحديد سبب الإصابة في
70% من الحالات إما بعد نقل الدم أو زرع الأعضاء
أو تعاطي المخدرات أو الممارسات
الجنسية الشاذة، أما في بلادنا فيصعب تحديد السبب في كثير
من الأحيان ومع هذا تكون التهم موجهة إلى بعض الأعمال الجراحي
ة غير المعقّمة كـ"الختان" و "الحجامة" واستعمال "الحقن" والأدوات الحادة
غير المعقّمة ومع ذلك لا نستطيع أن نوجّه الاتهام لسببٍ بعينه
. ومن خلال دراستنا لحالات "الكبد"
كان "الوشم" أكثر العوامل المشتركة عند المصابي
ن القاطنين في القرى المجاورة؛ علماً بأن
هناك حالاتٌ لدى أشخاص غير موشومين؛ وقد اتهمنا
"البعوض" في فترة من الزمن لكن لم نستطع إثبات دورهُ في المرض».
ثم أضاف: «أكثر الحالات تواجداً هي في منطقة "البوكمال"
وما حولها إذ نفتقر لدراسة سببية تتمحص في أسباب هذا المرض
الذي أرهق عوائل كثيرة؛ فهناك عوائلٌ شُخّص فيها أكثر
من خمس حالات في البيت الواحد وتكون بعض هذه الحالات من النوع الشديد
الخطورة وتتحول مع مرور الزمن إلى حالات "التشمّع"
بينما بعضها الآخر تكون قليلة الشدة وكل هذا يدخل ضمن النمط الوراثي (HLA)».
وتابع حديثه: «من خلال اجتماعات "الجمعية السورية لأمراض الهضم"
جرى الحديث عن ضرورة تشكيل مجموعة عمل تُعنى بدراسة أمراض
الكبد الفيروسية وإجراء ندوات في المحافظات وإصدار تعليمات ناظمة لكل
حالة، فقد تأسست في عام/2003/م مجموعة العمل السورية لدراسة التهاب الكبد الفيروسية
والتي تضمّ حوالي /20/ طبيباً مختصاً وممارساً لأمراض الكبد وتدبيرها
ومتابعتها وكنتُ من أوائل المؤسّسين؛ فقد أقمنا ندوات
في أغلب محافظات القطر وأصدرنا حتى الآن /6/ مؤلفات لالتهاب الكبد
B,C)) و
"دوالي المري" و "الحبن التشمّعي" و "سرطانة الخلية الكبدية" مع إجراء تحديث لالتهاب(B)
بعد حصول تغيّرات عالمية في علاجه، وقد كان لنا نصيبٌ معهم في الدراسات الت
ي أجرتها المجموعة والتي نشرت في المجلات العالمية والمؤتمرات
الدولية إضافةً لمساهمتنا كمجموعة في المؤتمر الأوروبي لأمراض الكبد
(EASL) حيث يحضر المؤتمر سنوياً عدد من أعضاء المجموعة وكان لي
نصيبٌ بالمشاركة في مؤتمر "باريس" عام/2004/م
ومؤتمر "ميلان" ب"إيطاليا" وذلك في عام/2008/م
إضافةً إلى مؤتمرات ب"الأردن" و "القاهرة" وغيرها».